فأفرد عاصفتيه, وكانت قبضته تشتعل الآن بنيران
سوداء, وكان المطر الآن صياحا, وانطبقت كل الأبعاد,
وصرت كأني صفر في الريح
وصلت إلى باب النخل...
دخلت على النخل...
فأعطتني إحدى النخلات نشيجا عربيا
وعرفت بأن النخلة تعرفني
****
وعرفت بأن النخلة في "عربستان" انتظرتني قبل الله
لتسأل:
ان كان الزمن المغبر
غيرها
قلت: حزنت
فأطبق صمت. وبكى النخل. وكانت سفن في
آخر شط العرب احتفلت بوصولي, ودعني
النوتي وكان تنوخيا تتوجع فيه اللكنة
قال إلى أين الهجرة؟
فارتبك الخزرج والأوس بقلبي
ومسحت التنقيط من الحدس
لئلا يقرأني الدرب
وسيطر سلطان نعاس الصبح
****
فجاء الله إلى الحلم..
وجاء حسين الاهوازي يفتش عن دعوته
جاء النخل
وجاء التعذيب
وجاءت قدمي الملوية جف الطين عليها في البرد
وزاغ الجرح
وطارت في عتمات القلب فراشات حمراء
واشجان حزبية قد شحنت بالحزن وبالنار,
نزلت الى ذاتي في بطئ
آلمني الجرح
مددت بساقي
خرجت قدمي كالرعب من الحلم
وكان لابهامي عين عمياء تحس برودة ماء
"الكارون"
وهذا أول نهر عربي في قائمة المصروفات
وشم الذئب الشاهنشاهي دمي
شم الذئب دمي
شم دمي
سال لعاب الذئب على قدمي
ركضت قدمي
ركض البستان, وكان الرب على اصغر برعم ورد
ناديت عليه ستقتل
فاركض..
ركض الرب..
الدرب .. النخل.. الطين
وابواب صفيح تشبه حلم فقير فتحت..ووجدت
فوانيس الفلاحين تعين على الموت حصانا يحتضر,
عيناه تضيئان بضوء خافت فوق أنوف الفلاحين
وتنطفئان..وينشج.. لو مات على الريح,
وبين نثيث الضوء البري, لكان الموت سيحتضر
غطى شعب الفلاحين فوانيس الليل برايات تعبق
بالثورات المنسية
فاستيقظت الخيل .. وروحي كالدرع ائتقلت
وعلى جسر البرق المهجور .. انتظروا
صرخت: الهي هؤلاء الفلاحون كم انتظروا؟؟
علمهم ذاك "حسين الاهوازي" من القرن الرابع للهجرة
علمهم علم الشعب على ضوء الفانوس .. ولا والله
على ضوء الظلمة.. وكان "حسين الاهوازي"
بوجه لا يتقن الا الجرأة والنشوة بالأرض
وقال انتشروا .. فانتشروا
كسروا ساقتين
أشاعوا الظلمة والاوحال وراء النخلة .. وانتشروا..
لفوا جسدي بدثار زركش بالطير, وأورثهم إياه حفاة
"الزنج"
فقلت
لقد علمهم ذاك حسين الاهوازي عشية يوم في
القرن الرابع للهجرة
كيف نسينا القرن الرابع للهجرة؟ كيف نسينا التاريخ؟
كان القرن الرابع للهجرة فلاحا يطلق في أقصى الحنطة نارا,
تلك شيوعية هذه الأرض وكان الله معي
يمسح عن قدميه الطين
فقلت أن اشهد أنى من بعض شيوعية هذه الأرض
ودب بجفني الخدر..
وغفوت وكان الفلاحون يردون غطائي فةقي,
في العاشر من نيسان تفرد عشقي
اتقنت تعاليم الاهوازي, ووحدت النخلة والله وفلاحا
يفتح نار الثورة في حقل الفجر
تكامل عشقي
ما عدت اطيق سماع تعاليم المخصيين
تفردت
نشرت جناحي في فجر حدوس
ووقفت أمام القرن الرابع للهجرة تلميذا في الصف الأول
يحمل دفتره.. يفترش الأرض.. يعرف كيف
تكلم عيسى في المهد
ويسمع صوت السدم النارية تبدأ بالخلق
اللهم ابتدئ التخريب الآن
فان خرابا بالحق
بناء بالحق
وهذا زمن لا يشبه إلا القرن الرابع, أو ما سمي كفرا
زندقة..
أو ادرج في الفتن
****
دخان عملوا
أطلق فلاح في أقصى الحنطة نارا..
فانقضت كل وطاويط الشاه, هناك
في طهران وقفت أمام الغول, تناوبني بالسوط وبالأحذية
الضخمة عشرة جلادين
وكان كبير الجلادين له عينان, كبيتي نمل ابيض, مطفأتين
وشعر خنازير ينبت من منخاريه
وفي شفتيه مخاط من كلمات كان يقطرها
في اذني
ويسألني: من أنت؟
خجلت اقول له, قاومت الاستعمار فشردني وطني
غامت عيناي من التعذيب
رأيت النخلة.. ذات النخلة.. والنهر المتجوسق بالله على
الاهواز
واصبح شط العرب الآن قريبا مني
والله كذلك كان هنا ..
واحتشد الفلاحون, علي وبينهم كان علي وابو ذر
والاهوازي ولوممبا او جيفارا او ماركس او ماو
لا اتذكر, فالثوار لهم وجه واحد في روحي
غامت عيناي من التعذيب, تشقق لحمي تحت السوط
فحط علي رأسي في حجريه
وقال: تحمل ..
وجاء الحزب, وقال تحمل, فتحملت
والنخلة قالت والأنهر قالت, فبحملت .. تحملت
وشق الجمع
وهبت نسمات أعرف كيف افيق عليها
بين الغيبوبة والصحو تماوج وجه فلسطين
فهذي المتكبرة الثاكل
تحضر حين يعذب أي غريب
اسندني الصبر المعجز في عينيها
فنهضت:
وقفت أمام الجلاد
بصقت عليه من الأنف إلى القدمين
فدقت رأسي ثانية بالأرض
وجيئ بكرسي.. حفرت هوة رعب فيه
****
ومزقت الأثواب علي
ابتسم الجلاد كأن عناكب قد هربت
امسكني من كتفي وقال
على هذا الكرسي خصينا بعض رفاق
فاعترف الآن
على هذا الكرسي.. اعترف الآن..
اعترف الآن..
اعترف..اعترف..اعترف الان..
عرقت .. واحسست بأوجاع في كل مكان من جسدي
****
- اعترف الآن..
واحسست بأوجاع في الحائط
أوجاع في الغابات وفي الأنهار وفي الإنسان الأول
****
- أنقذ مطلقك الكامن في الإنسان!
توجهت الى المطلق في ثقة. كان ابو ذر خلف زجاج الشباك
المقبل
يزرع في شجاعته فرفضت
رفضت
وكانت أمي واقفة قدام الشعب بصمت.. فرفضت
****
- اعترف الآن .. اعترف الآن
رفضت
واطبقت فمي , فالشعب أمانة في عنق الثوري
رفضت
****
تقلص وجه الجلادين
وقالوا في صوت أجوف:
نتركك الليلة
راجع نفسك
****
أدركت اللعبة
في اليوم التاسع كفوا عن تعذيبي
نزعوا القيد فجاء اللحم مع القيد
أرادوا أن أتعهد
أن لا أتسلل ثانية للأهواز
صعد النخل بقلبي
صعدت إحدى النخلات بعيدا أعلى من كل النخلات
تسند قلبي فوق السعف كعذق
من يصل القلب الآن..؟؟
****
قدمي في السجن, وقلبي بين عذوق النخل
وقلت بقلبي: إياك
فللشاعر ألف جواز في الشعر
والف جواز أن يتسلل للأهواز
يا قلبي! عشق الارض جواز
وابو ذر وحسين الأهوازي وامي والشيب من الدوران ورائي
من سجن الشاه إلى سجن الصحراء
إلى المنفى الربذي, جوازي
****
وهناك مسافة وعي, بين دخول الطبل على العمق
السمفوني
وبين خروج الطبل الساذج في الجاز
ووقفت وكنت من الله قريبا.
****
موت علمني الدنيا
ونبي علمني اقتحم اللج واحمل في الماء قناديل
الرؤيا
الهمني الدرب السري
فلما حدقت .. اضأت
رأيت وجوها في بئر النور
كأني اعرفها اكثر مما اعرف ذاتي
ومددت يدي
فاختلج البئر و غابوا
سوداء, وكان المطر الآن صياحا, وانطبقت كل الأبعاد,
وصرت كأني صفر في الريح
وصلت إلى باب النخل...
دخلت على النخل...
فأعطتني إحدى النخلات نشيجا عربيا
وعرفت بأن النخلة تعرفني
****
وعرفت بأن النخلة في "عربستان" انتظرتني قبل الله
لتسأل:
ان كان الزمن المغبر
غيرها
قلت: حزنت
فأطبق صمت. وبكى النخل. وكانت سفن في
آخر شط العرب احتفلت بوصولي, ودعني
النوتي وكان تنوخيا تتوجع فيه اللكنة
قال إلى أين الهجرة؟
فارتبك الخزرج والأوس بقلبي
ومسحت التنقيط من الحدس
لئلا يقرأني الدرب
وسيطر سلطان نعاس الصبح
****
فجاء الله إلى الحلم..
وجاء حسين الاهوازي يفتش عن دعوته
جاء النخل
وجاء التعذيب
وجاءت قدمي الملوية جف الطين عليها في البرد
وزاغ الجرح
وطارت في عتمات القلب فراشات حمراء
واشجان حزبية قد شحنت بالحزن وبالنار,
نزلت الى ذاتي في بطئ
آلمني الجرح
مددت بساقي
خرجت قدمي كالرعب من الحلم
وكان لابهامي عين عمياء تحس برودة ماء
"الكارون"
وهذا أول نهر عربي في قائمة المصروفات
وشم الذئب الشاهنشاهي دمي
شم الذئب دمي
شم دمي
سال لعاب الذئب على قدمي
ركضت قدمي
ركض البستان, وكان الرب على اصغر برعم ورد
ناديت عليه ستقتل
فاركض..
ركض الرب..
الدرب .. النخل.. الطين
وابواب صفيح تشبه حلم فقير فتحت..ووجدت
فوانيس الفلاحين تعين على الموت حصانا يحتضر,
عيناه تضيئان بضوء خافت فوق أنوف الفلاحين
وتنطفئان..وينشج.. لو مات على الريح,
وبين نثيث الضوء البري, لكان الموت سيحتضر
غطى شعب الفلاحين فوانيس الليل برايات تعبق
بالثورات المنسية
فاستيقظت الخيل .. وروحي كالدرع ائتقلت
وعلى جسر البرق المهجور .. انتظروا
صرخت: الهي هؤلاء الفلاحون كم انتظروا؟؟
علمهم ذاك "حسين الاهوازي" من القرن الرابع للهجرة
علمهم علم الشعب على ضوء الفانوس .. ولا والله
على ضوء الظلمة.. وكان "حسين الاهوازي"
بوجه لا يتقن الا الجرأة والنشوة بالأرض
وقال انتشروا .. فانتشروا
كسروا ساقتين
أشاعوا الظلمة والاوحال وراء النخلة .. وانتشروا..
لفوا جسدي بدثار زركش بالطير, وأورثهم إياه حفاة
"الزنج"
فقلت
لقد علمهم ذاك حسين الاهوازي عشية يوم في
القرن الرابع للهجرة
كيف نسينا القرن الرابع للهجرة؟ كيف نسينا التاريخ؟
كان القرن الرابع للهجرة فلاحا يطلق في أقصى الحنطة نارا,
تلك شيوعية هذه الأرض وكان الله معي
يمسح عن قدميه الطين
فقلت أن اشهد أنى من بعض شيوعية هذه الأرض
ودب بجفني الخدر..
وغفوت وكان الفلاحون يردون غطائي فةقي,
في العاشر من نيسان تفرد عشقي
اتقنت تعاليم الاهوازي, ووحدت النخلة والله وفلاحا
يفتح نار الثورة في حقل الفجر
تكامل عشقي
ما عدت اطيق سماع تعاليم المخصيين
تفردت
نشرت جناحي في فجر حدوس
ووقفت أمام القرن الرابع للهجرة تلميذا في الصف الأول
يحمل دفتره.. يفترش الأرض.. يعرف كيف
تكلم عيسى في المهد
ويسمع صوت السدم النارية تبدأ بالخلق
اللهم ابتدئ التخريب الآن
فان خرابا بالحق
بناء بالحق
وهذا زمن لا يشبه إلا القرن الرابع, أو ما سمي كفرا
زندقة..
أو ادرج في الفتن
****
دخان عملوا
أطلق فلاح في أقصى الحنطة نارا..
فانقضت كل وطاويط الشاه, هناك
في طهران وقفت أمام الغول, تناوبني بالسوط وبالأحذية
الضخمة عشرة جلادين
وكان كبير الجلادين له عينان, كبيتي نمل ابيض, مطفأتين
وشعر خنازير ينبت من منخاريه
وفي شفتيه مخاط من كلمات كان يقطرها
في اذني
ويسألني: من أنت؟
خجلت اقول له, قاومت الاستعمار فشردني وطني
غامت عيناي من التعذيب
رأيت النخلة.. ذات النخلة.. والنهر المتجوسق بالله على
الاهواز
واصبح شط العرب الآن قريبا مني
والله كذلك كان هنا ..
واحتشد الفلاحون, علي وبينهم كان علي وابو ذر
والاهوازي ولوممبا او جيفارا او ماركس او ماو
لا اتذكر, فالثوار لهم وجه واحد في روحي
غامت عيناي من التعذيب, تشقق لحمي تحت السوط
فحط علي رأسي في حجريه
وقال: تحمل ..
وجاء الحزب, وقال تحمل, فتحملت
والنخلة قالت والأنهر قالت, فبحملت .. تحملت
وشق الجمع
وهبت نسمات أعرف كيف افيق عليها
بين الغيبوبة والصحو تماوج وجه فلسطين
فهذي المتكبرة الثاكل
تحضر حين يعذب أي غريب
اسندني الصبر المعجز في عينيها
فنهضت:
وقفت أمام الجلاد
بصقت عليه من الأنف إلى القدمين
فدقت رأسي ثانية بالأرض
وجيئ بكرسي.. حفرت هوة رعب فيه
****
ومزقت الأثواب علي
ابتسم الجلاد كأن عناكب قد هربت
امسكني من كتفي وقال
على هذا الكرسي خصينا بعض رفاق
فاعترف الآن
على هذا الكرسي.. اعترف الآن..
اعترف الآن..
اعترف..اعترف..اعترف الان..
عرقت .. واحسست بأوجاع في كل مكان من جسدي
****
- اعترف الآن..
واحسست بأوجاع في الحائط
أوجاع في الغابات وفي الأنهار وفي الإنسان الأول
****
- أنقذ مطلقك الكامن في الإنسان!
توجهت الى المطلق في ثقة. كان ابو ذر خلف زجاج الشباك
المقبل
يزرع في شجاعته فرفضت
رفضت
وكانت أمي واقفة قدام الشعب بصمت.. فرفضت
****
- اعترف الآن .. اعترف الآن
رفضت
واطبقت فمي , فالشعب أمانة في عنق الثوري
رفضت
****
تقلص وجه الجلادين
وقالوا في صوت أجوف:
نتركك الليلة
راجع نفسك
****
أدركت اللعبة
في اليوم التاسع كفوا عن تعذيبي
نزعوا القيد فجاء اللحم مع القيد
أرادوا أن أتعهد
أن لا أتسلل ثانية للأهواز
صعد النخل بقلبي
صعدت إحدى النخلات بعيدا أعلى من كل النخلات
تسند قلبي فوق السعف كعذق
من يصل القلب الآن..؟؟
****
قدمي في السجن, وقلبي بين عذوق النخل
وقلت بقلبي: إياك
فللشاعر ألف جواز في الشعر
والف جواز أن يتسلل للأهواز
يا قلبي! عشق الارض جواز
وابو ذر وحسين الأهوازي وامي والشيب من الدوران ورائي
من سجن الشاه إلى سجن الصحراء
إلى المنفى الربذي, جوازي
****
وهناك مسافة وعي, بين دخول الطبل على العمق
السمفوني
وبين خروج الطبل الساذج في الجاز
ووقفت وكنت من الله قريبا.
****
موت علمني الدنيا
ونبي علمني اقتحم اللج واحمل في الماء قناديل
الرؤيا
الهمني الدرب السري
فلما حدقت .. اضأت
رأيت وجوها في بئر النور
كأني اعرفها اكثر مما اعرف ذاتي
ومددت يدي
فاختلج البئر و غابوا