الفرات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأدب والثقافة العربية والشعر الفصيح والشعبي

برعاية مركز ماسة ليان لطب الأسنان (جازان _صبيا)
أهلا بكم بمنتديات الفرات بحلتها الجديدة

3 مشترك

    عن العشق والشعر...شذى برغوث

    cryingfreeman
    cryingfreeman
    عضو مميز
    عضو مميز


    ذكر
    عدد المساهمات : 135
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 05/08/2009

    عن العشق والشعر...شذى برغوث Empty عن العشق والشعر...شذى برغوث

    مُساهمة من طرف cryingfreeman الإثنين أكتوبر 19, 2009 3:05 am

    وأكملت جدتي أن الصبية البدوية كانت جميلة كصفصافة. طويلة كشجرة حور.. قوية كنخلة. لكن الحزن والأرق سكنا جسدها وروحها حين هجرها الحبيب على وجهها حثت التراب، وهامت في الليالي تنوح مواويلَ وشعراً.

    ساهمة يوماً على شاطئ الفرات كانت. تأخذها الأفكار بعيداً، تضحكها وتبكيها. بحرقة تأوهت ومدت جسدها على رطوبة الرمل، غادرتها الشمس وتلاعب الهواء بذيل فستانها، عيناها غفلت أو غاب وعيها، والفرات يخالسها النظر، هام وجدا بقسمات وجهها البدوي، حين كشف الهواء عن ساقيها، ما قاوم احتضانها، قبلها احتواها بعذوبه ورقة، وتراجع للوراء، ومخجولاً توارى القمر خلف غيمةٍ شفيفة.

    حين مسها الصبا ارتجفت. مبللة ثيابها، مكور بطنها مذعورة وقفت- حيرى تلفتت وسوى الرمل ما رأت إلا الفرات. في حضنه دفنت عارها وحزنها.. جنت مياهه -تعالى وتخافض. طفح وتخبط. محاولاً إنقاذها ومخذولاً عاد إلى مجراه.

    صباحاً حين انتشر الناس يصطادون ويملأون الصفائح ويغسلون الثياب والصبايا (يفرطن) الحناء عن شعورهن. دهشوا لاخضرار المكان لتطاول أشجار الحور واصطفاف الصفصاف. لتسامق النخيل الذي لم يكن. إلى العراف الذي يفتح الكتاب ويقرأ الطالع ويفسر الغرائب ذهبواً// فتح: كتابة رطن ودمدم. حرق العود والبخور أغمض عينيه واستحضر الأرواح. ارّتعش وقال: إنَّ أنثى عاشقة قد أغرقت نفسها في الفرات وأن الفرات سيجن في اليوم الذي غرقت فيه من كل عام فاحذروه، ومن يومها يحذر لوثه الفرات من سمع كلام العراف فينجو، ومن لا يحذره يذهب غريقاً، وغداراً سموه ومجنوناً وصفوه وقال آخرون: من يومها صار من يغتسل بمياه الفرات يسكنه العشق أو الشعر وأجساد الصبايا تتناسق وتكتمل وتنبت عليها الأقمار وفي دمائهن تسري النجوم وتكتحل عيونهن وتتسع.

    وقالوا: إن الحبيب الهاهر حين عاد بنى ضريحاً للحبيبة. أشعله بالورود وظلله بالنخيل وصار يزوره ليلاً يتشمم عطره، ويتمسح بأحجاره، ويغادره فجراً. طالت لحيتُه وأبيضت وكساه شعر رأسه. هجر الناس والنوم هجره، لم يعد يغادر ليلاً ولا نهاراً. صامتاً صائماً أبداً، قالوا: صار ولياً وذات صباح أغبر حار. ميتاً وجدوه.

    أقاموا على جثمانه صرحاً صارت تزوره الأمهات لتقديم الشموع وطلب المراد وفك الكرب وفتح النصيب وبقليل من تراب المزار يخلطن الحناء للبنات.

    27-7- 1998
    الغالي
    الغالي
    عضو مميز
    عضو مميز


    ذكر
    عدد المساهمات : 112
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 11/10/2009

    عن العشق والشعر...شذى برغوث Empty رد: عن العشق والشعر...شذى برغوث

    مُساهمة من طرف الغالي الثلاثاء أكتوبر 20, 2009 12:42 am

    كل الشكر على النص الجميل
    احلى عضو
    احلى عضو
    عضو مميز
    عضو مميز


    ذكر
    عدد المساهمات : 101
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ الميلاد : 18/10/1985
    تاريخ التسجيل : 09/09/2009
    العمر : 39

    عن العشق والشعر...شذى برغوث Empty رد: عن العشق والشعر...شذى برغوث

    مُساهمة من طرف احلى عضو الثلاثاء أكتوبر 20, 2009 2:48 am

    مشكور على النص المميز

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 10:26 pm