كان يراقبها وتركناه
كان يريد يظل وحيدا
أمام فلسطين يحكي هواه
تركناه كاللوز يعقد بين عيون دلال
وبين الشهادة في الخالصة
نحن جئنا إلى العرس من آخر المدن العربية
من زمن القمع والقهر والقتل والتركات الثقيلة
شق كشق الفواكه في القلب
لم يحمل السيد البندقية مثل اللصوص بغيا إلى بيته
بل عرسا
وقد عقد العرس في زهرة التين
كل الدفاتر جاءت بثوبين من خالص الفجر
بعض القرى قدمت بالهدايا البسيطة
كان المهم المجيء
بعلك جاءت... وعامل...
طيبها اللّه أما وشيخا وراغب حرب
فهم منذ خيبر لوالد البندقية أب
جد وأب
إيه أهل الحمية...
أنصار يجثو على صدره باب خيبر
فاقتلعوه لديكم بهذا نسب
وهو السيد الآن يمسح أنف العروس
مسافة حزينين بالورد
والسيد الآن شد على قهوة الليل والصبر
أعصابه قاذفات اللهيب
أمر النار فاستبسلت في نقاء الذهب
صدر الأمر للراجمات
توازي رضا اللّه عنها وعزته والغضب
مسح الجرح في قدم ثبتت
ليتها ثبتت مثلما قدميك جيوش العرب
أبعد اللّه عنك وجوه المشاريع
تجعل حتى البندقية تبكي
ولا تطلق النار
إلا كما تطلق النار بعض اللعب
رافق الصمت يحمل نعشا من القابرات الحزينة
في حدقتا البساتين
تأتي القواعد باقات ورد
ويأتي الرصاص دموعا وحلوى
وتخفق في الدرب أم كراية حرب
برغم التمزق راية حرب
وشق كشق الفواكه في القلب
أرجوك سيدتي
لا تزيحي نقاب القتيل
فلم يبق إلا أصابعه طوقت مخزن النار
واسترسلت بالطرب
وجدنا قريبا من الدم كسرة خبز تزغرد
لا بد أطعم بعض العصافير
غنى لها أغنيات الوحيد أما الدروع
و لا بد.... لا بد ضاجع هذي القناطر واحدة بعد أخرى
ولا بد عانق سطح مدرعة
حل خوذتها بهدوء
وألقى الفواكه تفاحتين من الصمت
تفاحتين من النار
تفاحتين من الجحيم...الجحيم
ولا تنتهي
أنت لا تنتهي
حزني يوم خرجك من بيروت
للملح... لليم كاليتيم
كاليتيم لا ينتهي كالقدر
أنتشر الآن جهتي راية عشق لديك
وصباره العمر تجمع عندك ماء لأسقامها
قطعوا الماء عنها فلم تنحن
هكذا كل صباره سيدي
إن رماها الظمأ أو رماها حجر
هكذا جئت كل المحطات صفا ورائي
فمن لا يجيء بقاطرة بالمحطات يأتي
فان لم يجدها يسافر يا سيدي بسفر
يا عريس البقاع تسج
فبعض الذين يحملون الزفاف يري العروس
وبعض الزغاريد يوجب أقصى الحذر
من زمان يبرح عشق البنادق غرنا قنا وغرا نقنا
ونسور العراق
وعشنا على جمرة الصمت
والوحل .... والبرد
من زرقة الشفتين كتبنا الأغاني الحزينة
كان البنفسج ينمو بأضلاعنا آخر الليل
انتظروا الشمس
لم ندر من أين في بادئ الأمر جاء الرصاص
تثقب ضلعي وضلع رفيقي
ولما يكن جاوز الوردتين و شهرا
ومن يكن يومها وضلوعي مزامير حزن يا سيدي والسهر
وزعت حقولا من الأسبرين المرير بجسمي
كأني صداع بهم ليس يشفى
انتظرت كياناتهم تنتهي فأعاتب شيئا يساوي عتابي
أعيد الدموع القديمة فوق الرفوف مع العلب الخزفية
إلا كما لا أصرح يا سيدي
دمعتين سأخفيهما تؤلماني
وفي مدخل البيت أسترجع الزنبقات
وعود أبي ينشر الفل في حجرة الشاي
علمني أتدرون قبل لقاء الضيوف
وقبل ارتفاعي إلى شرف البندقية
كان يقول الأغاني كشق الفواكه في القلب
كان يقول أهم المغنين من يشعلون الأغاني
ومن يمطرون المطر
قال والعد شارف آخر أحلامه
والمفاتيح لما تعد تستجيب له
أين أنت ....
لماذا تأخرت عن موعد النغمات الأخيرة والشاي
قلت أقبل كفيك في غربتي
لا أزال بأرصفة الليل يا ولدي
كل هذي البلاد بأرصفة الليل للشحن يا والدي
غير أني ما بعت وعودي
ولا مثل شيخ الغناء الرخيص
رقصت بها كلما جاء بغداد وال جديد
كثيرون باعوا
كثيرون ناموا هنالك واستغرقوا
وبقيت مغني المحطات والعربات التي لا مصابيح فيها
واسحب جفن الذين ينامون في الذل
أنظر ماذا بأعينهم
يا عيوني...لماذا تنامون؟
انو المغني يغني
عن الفجر بالدشت والرشت
والرشت هذا أمير المقامات قبل الصباح
أمير الشعر
فأعلن.... فأعلن
( ) قبضوا
أصبحوا الآن أرصدة وانتهوا كرجال
باعوا الحقل سادتي
والمغني بحبة قمح يهيم على وجهه
دفع العمر من أجلها وسقاها على البعد بالدمع
يا رب احفظ بلادي
وأطفاله والأزقة والأمهات
وعودي أبي
واجتماع رفاق السلاح غلى خطة للنضال
رب لم يبق في العمر شيء
سوى ساعتين صباحا على دجاه والعراق معافى
نزيل المنافي عن الروح نغسلها ونوافيك غير حزانى
وأنظف شيء بنا القلب والراحتان
وأغنية للوصال
وهو السيد الآن يعقد ...يدعو ...يدعو البساتين
والزمن العربي لشن قتال
وتأتي من النهر مقبرة خدها المرمري الشموع
وتفتح مثل المدارس في ساعة الانصراف
إلى البيت أبوابها
يخرج الشهداء الصغار إلى العرس
من كان منهم رضيعا بصبره
يبقى على حجرها ضاحكا
يترك السيد الآن خيمته ويجيء إليها....وينفردان
تسلمه إصبعا لم تجد غيره
من تراه يكون
تقرب من رأسها رأسه...
يبكيان....
وتخفي أساها ويفي أساه...
تقلبه وتعود إلى حزنها المرمري كما للسواقي تعود الظلال
وتعلو الزغاريد في خيمة العرس
يا شعب
عاد الوسيط الجديد إلى أمه فاتحا فخذه ويعرج
ماذا به يا رجال
ربما الاجتماع
ربما...ربما...
صوت رشاشة صار فتقا به واتساع
بيجين... ريجن....شولتزن.....
فهززن....سلطا نزن....
كتائزن...ك هذا نهايته في البقاع
صاحبي ليس يعطي المفاتيح
كل المزامير تجلس بين يديه
وكل الموازين تجمع ميزانه للصراع
صاحبي صاحب الدهر هذا البقاع
كلما ارتفعت راية عانق الارتفاع
فإذا راية أنفت من يد نكستها
تخطفها عاليا
تتمارى النجوم بها وتغار القلاع
علم البندقية عز الهجوم وجنبها الذل
فاستبسلت وكأن هجوما بها في الدفاع
في غد في البقاع أعانقهم
وارى قبة البيت مزهوة في وجوه السلاح
وادمع مثل الصنوبر يصعد الشمس أمر الصباح
ينادي الأصلاب الجميلين
أن يغسلوا ليلة الأمس
أن ينشروها على طولها
بين مشمشتين ورفوا جميع الجراح
وغدا في البقاع أقبل عزم السماء
وعزم الشباب
وعزم التراب
هو من كأمد اللوز عيناه عبارتان على الأولي
يحبهما
تعبران السماء المحلى كشاي ثقيل بعيد التوازن
أحصي الرصاصات في حجره
جلدا كالجدائل
حاول يحصي المرارة والحقد والشوق
هذي التي ليس تحصي
تلفت في قلبه...رائع كل شيء
سيسمع وكر الذئاب
ينوح النواح القديم
وطري خشونة كفيه بالرقراقات الحزينة
كان يغص كنهر من العشق
تنهل منه الذئاب
سحبت نفسها الشمس خلف الكواكب
ظل الرصاصات صار طويلا
ولولا البريق الفدائي في بؤبؤه بدا كرمة
صمت تفاحة
مشمشا....مشمشا...
أو غناء طيور يحير من أين يأتي
كهولة دهر بعينيه أو جبل بالشباب
ليس شيء يغرد مثل سلاح خفيف خاطف كالصقر زار
البيوت الصغيرة
قبلها عشبه...عشبه
وترقرق
باغت وجه العدو تثبت فيه مواقع الذل
وانساب في النهر مثل الهدوء
وأحصى الرصاصات
لم يبق إلا ثلاثة
واحدة للرجوع إلى كأمد اللوز
ألا خيران لهن بكل نظام حساب
هو من كأمد اللوز لكنه لم يعد
صار في كأمد اللّه
نام على كتف الأولي
لقد علم الكرم أن يطلق النار
نافذة أن تمد البنادق جسرا على الأولي
تعلم منه الشجاعة
حين يمر الشجاع بشيء سيصبح شيئا شجاع
في غد كأمد اللوز
تخرج تلقاه غطى ذوائبه بالندى السندسي
وفي صدغه المرمري كشاهدة
قمر عربي من الزعفران
يميل إلى الارتفاع
لم تتوج على الدهر وردة عشق
كانت كوجه الحزين البهيج الأمير اليافع
سيدي كأمد اللوز
خذ من غنائي الذي يمسح البندقية
واترك حروب الدموع
فهن العراق ينوح بنا في اللقاء ينوح بنا في الوداع
العراق طباع به عاشق مدمن شاعر
إنما البندقية أم الطباع
لم يعد في المحطة إلا غناء المغني
وسافر هذا إلى وجهة ليس يعلمها أحد
ترك العود في آخر المصطبة حزينا
وكراسة وللأغاني الجديدة
للقاطرات التي لا مصابيح فيها
لتذكرة ثقبت مرتين
لمن فضلوا أن يضيعوا على أن تضيع الأغاني
سلام عليكن أرصفة الليل
سلام على العربات التي احتملتني
أنام بها ساعة في أمان سلام
فإن الكلاب تحيط بقلبي
سادتي سيداتي وسادتي: أنتهن آخر الأغنيات التي يمكن
الآن إنشادها
ربما يقتلون المغني
ويخفون آثاره ربما سيذوب أو يختفي
مثلما يحصل الآن في كل يوم
ولكنها الأغنيات
ستبقى تذوبهم أبد الآبدين
كان يريد يظل وحيدا
أمام فلسطين يحكي هواه
تركناه كاللوز يعقد بين عيون دلال
وبين الشهادة في الخالصة
نحن جئنا إلى العرس من آخر المدن العربية
من زمن القمع والقهر والقتل والتركات الثقيلة
شق كشق الفواكه في القلب
لم يحمل السيد البندقية مثل اللصوص بغيا إلى بيته
بل عرسا
وقد عقد العرس في زهرة التين
كل الدفاتر جاءت بثوبين من خالص الفجر
بعض القرى قدمت بالهدايا البسيطة
كان المهم المجيء
بعلك جاءت... وعامل...
طيبها اللّه أما وشيخا وراغب حرب
فهم منذ خيبر لوالد البندقية أب
جد وأب
إيه أهل الحمية...
أنصار يجثو على صدره باب خيبر
فاقتلعوه لديكم بهذا نسب
وهو السيد الآن يمسح أنف العروس
مسافة حزينين بالورد
والسيد الآن شد على قهوة الليل والصبر
أعصابه قاذفات اللهيب
أمر النار فاستبسلت في نقاء الذهب
صدر الأمر للراجمات
توازي رضا اللّه عنها وعزته والغضب
مسح الجرح في قدم ثبتت
ليتها ثبتت مثلما قدميك جيوش العرب
أبعد اللّه عنك وجوه المشاريع
تجعل حتى البندقية تبكي
ولا تطلق النار
إلا كما تطلق النار بعض اللعب
رافق الصمت يحمل نعشا من القابرات الحزينة
في حدقتا البساتين
تأتي القواعد باقات ورد
ويأتي الرصاص دموعا وحلوى
وتخفق في الدرب أم كراية حرب
برغم التمزق راية حرب
وشق كشق الفواكه في القلب
أرجوك سيدتي
لا تزيحي نقاب القتيل
فلم يبق إلا أصابعه طوقت مخزن النار
واسترسلت بالطرب
وجدنا قريبا من الدم كسرة خبز تزغرد
لا بد أطعم بعض العصافير
غنى لها أغنيات الوحيد أما الدروع
و لا بد.... لا بد ضاجع هذي القناطر واحدة بعد أخرى
ولا بد عانق سطح مدرعة
حل خوذتها بهدوء
وألقى الفواكه تفاحتين من الصمت
تفاحتين من النار
تفاحتين من الجحيم...الجحيم
ولا تنتهي
أنت لا تنتهي
حزني يوم خرجك من بيروت
للملح... لليم كاليتيم
كاليتيم لا ينتهي كالقدر
أنتشر الآن جهتي راية عشق لديك
وصباره العمر تجمع عندك ماء لأسقامها
قطعوا الماء عنها فلم تنحن
هكذا كل صباره سيدي
إن رماها الظمأ أو رماها حجر
هكذا جئت كل المحطات صفا ورائي
فمن لا يجيء بقاطرة بالمحطات يأتي
فان لم يجدها يسافر يا سيدي بسفر
يا عريس البقاع تسج
فبعض الذين يحملون الزفاف يري العروس
وبعض الزغاريد يوجب أقصى الحذر
من زمان يبرح عشق البنادق غرنا قنا وغرا نقنا
ونسور العراق
وعشنا على جمرة الصمت
والوحل .... والبرد
من زرقة الشفتين كتبنا الأغاني الحزينة
كان البنفسج ينمو بأضلاعنا آخر الليل
انتظروا الشمس
لم ندر من أين في بادئ الأمر جاء الرصاص
تثقب ضلعي وضلع رفيقي
ولما يكن جاوز الوردتين و شهرا
ومن يكن يومها وضلوعي مزامير حزن يا سيدي والسهر
وزعت حقولا من الأسبرين المرير بجسمي
كأني صداع بهم ليس يشفى
انتظرت كياناتهم تنتهي فأعاتب شيئا يساوي عتابي
أعيد الدموع القديمة فوق الرفوف مع العلب الخزفية
إلا كما لا أصرح يا سيدي
دمعتين سأخفيهما تؤلماني
وفي مدخل البيت أسترجع الزنبقات
وعود أبي ينشر الفل في حجرة الشاي
علمني أتدرون قبل لقاء الضيوف
وقبل ارتفاعي إلى شرف البندقية
كان يقول الأغاني كشق الفواكه في القلب
كان يقول أهم المغنين من يشعلون الأغاني
ومن يمطرون المطر
قال والعد شارف آخر أحلامه
والمفاتيح لما تعد تستجيب له
أين أنت ....
لماذا تأخرت عن موعد النغمات الأخيرة والشاي
قلت أقبل كفيك في غربتي
لا أزال بأرصفة الليل يا ولدي
كل هذي البلاد بأرصفة الليل للشحن يا والدي
غير أني ما بعت وعودي
ولا مثل شيخ الغناء الرخيص
رقصت بها كلما جاء بغداد وال جديد
كثيرون باعوا
كثيرون ناموا هنالك واستغرقوا
وبقيت مغني المحطات والعربات التي لا مصابيح فيها
واسحب جفن الذين ينامون في الذل
أنظر ماذا بأعينهم
يا عيوني...لماذا تنامون؟
انو المغني يغني
عن الفجر بالدشت والرشت
والرشت هذا أمير المقامات قبل الصباح
أمير الشعر
فأعلن.... فأعلن
( ) قبضوا
أصبحوا الآن أرصدة وانتهوا كرجال
باعوا الحقل سادتي
والمغني بحبة قمح يهيم على وجهه
دفع العمر من أجلها وسقاها على البعد بالدمع
يا رب احفظ بلادي
وأطفاله والأزقة والأمهات
وعودي أبي
واجتماع رفاق السلاح غلى خطة للنضال
رب لم يبق في العمر شيء
سوى ساعتين صباحا على دجاه والعراق معافى
نزيل المنافي عن الروح نغسلها ونوافيك غير حزانى
وأنظف شيء بنا القلب والراحتان
وأغنية للوصال
وهو السيد الآن يعقد ...يدعو ...يدعو البساتين
والزمن العربي لشن قتال
وتأتي من النهر مقبرة خدها المرمري الشموع
وتفتح مثل المدارس في ساعة الانصراف
إلى البيت أبوابها
يخرج الشهداء الصغار إلى العرس
من كان منهم رضيعا بصبره
يبقى على حجرها ضاحكا
يترك السيد الآن خيمته ويجيء إليها....وينفردان
تسلمه إصبعا لم تجد غيره
من تراه يكون
تقرب من رأسها رأسه...
يبكيان....
وتخفي أساها ويفي أساه...
تقلبه وتعود إلى حزنها المرمري كما للسواقي تعود الظلال
وتعلو الزغاريد في خيمة العرس
يا شعب
عاد الوسيط الجديد إلى أمه فاتحا فخذه ويعرج
ماذا به يا رجال
ربما الاجتماع
ربما...ربما...
صوت رشاشة صار فتقا به واتساع
بيجين... ريجن....شولتزن.....
فهززن....سلطا نزن....
كتائزن...ك هذا نهايته في البقاع
صاحبي ليس يعطي المفاتيح
كل المزامير تجلس بين يديه
وكل الموازين تجمع ميزانه للصراع
صاحبي صاحب الدهر هذا البقاع
كلما ارتفعت راية عانق الارتفاع
فإذا راية أنفت من يد نكستها
تخطفها عاليا
تتمارى النجوم بها وتغار القلاع
علم البندقية عز الهجوم وجنبها الذل
فاستبسلت وكأن هجوما بها في الدفاع
في غد في البقاع أعانقهم
وارى قبة البيت مزهوة في وجوه السلاح
وادمع مثل الصنوبر يصعد الشمس أمر الصباح
ينادي الأصلاب الجميلين
أن يغسلوا ليلة الأمس
أن ينشروها على طولها
بين مشمشتين ورفوا جميع الجراح
وغدا في البقاع أقبل عزم السماء
وعزم الشباب
وعزم التراب
هو من كأمد اللوز عيناه عبارتان على الأولي
يحبهما
تعبران السماء المحلى كشاي ثقيل بعيد التوازن
أحصي الرصاصات في حجره
جلدا كالجدائل
حاول يحصي المرارة والحقد والشوق
هذي التي ليس تحصي
تلفت في قلبه...رائع كل شيء
سيسمع وكر الذئاب
ينوح النواح القديم
وطري خشونة كفيه بالرقراقات الحزينة
كان يغص كنهر من العشق
تنهل منه الذئاب
سحبت نفسها الشمس خلف الكواكب
ظل الرصاصات صار طويلا
ولولا البريق الفدائي في بؤبؤه بدا كرمة
صمت تفاحة
مشمشا....مشمشا...
أو غناء طيور يحير من أين يأتي
كهولة دهر بعينيه أو جبل بالشباب
ليس شيء يغرد مثل سلاح خفيف خاطف كالصقر زار
البيوت الصغيرة
قبلها عشبه...عشبه
وترقرق
باغت وجه العدو تثبت فيه مواقع الذل
وانساب في النهر مثل الهدوء
وأحصى الرصاصات
لم يبق إلا ثلاثة
واحدة للرجوع إلى كأمد اللوز
ألا خيران لهن بكل نظام حساب
هو من كأمد اللوز لكنه لم يعد
صار في كأمد اللّه
نام على كتف الأولي
لقد علم الكرم أن يطلق النار
نافذة أن تمد البنادق جسرا على الأولي
تعلم منه الشجاعة
حين يمر الشجاع بشيء سيصبح شيئا شجاع
في غد كأمد اللوز
تخرج تلقاه غطى ذوائبه بالندى السندسي
وفي صدغه المرمري كشاهدة
قمر عربي من الزعفران
يميل إلى الارتفاع
لم تتوج على الدهر وردة عشق
كانت كوجه الحزين البهيج الأمير اليافع
سيدي كأمد اللوز
خذ من غنائي الذي يمسح البندقية
واترك حروب الدموع
فهن العراق ينوح بنا في اللقاء ينوح بنا في الوداع
العراق طباع به عاشق مدمن شاعر
إنما البندقية أم الطباع
لم يعد في المحطة إلا غناء المغني
وسافر هذا إلى وجهة ليس يعلمها أحد
ترك العود في آخر المصطبة حزينا
وكراسة وللأغاني الجديدة
للقاطرات التي لا مصابيح فيها
لتذكرة ثقبت مرتين
لمن فضلوا أن يضيعوا على أن تضيع الأغاني
سلام عليكن أرصفة الليل
سلام على العربات التي احتملتني
أنام بها ساعة في أمان سلام
فإن الكلاب تحيط بقلبي
سادتي سيداتي وسادتي: أنتهن آخر الأغنيات التي يمكن
الآن إنشادها
ربما يقتلون المغني
ويخفون آثاره ربما سيذوب أو يختفي
مثلما يحصل الآن في كل يوم
ولكنها الأغنيات
ستبقى تذوبهم أبد الآبدين